يجمع الكتاب بين السياسة والاقتصاد، أو بتعبير آخر يتعمق إلى السياسة من باب الاقتصاد مشفوعا، بالأرقام المستندة إلى دراسات وأبحاث وتقارير دولية، وتصريحات رسمية. فالمؤلف لويس مارتيناز هو مدير بحث في مركز الدراسات والأبحاث الدولية. ويعد هذا الكتاب امتدادا لكتابين سابقين يعكسان خبرته بالمنطقة العربية والمغاربية تحديدا، فمن مؤلفاته: الحرب الأهلية في الجزائر، والتناقض الليبي، إضافة إلى كتب أخرى. وقد ضم إلى جانب ليبيا والجزائر المغاربيتين، العراق بوصف هذه الثلاثة البلدان نموذجا للتمازج بين العنف والاقتصاد المعتمد بشكل أساسي على عائدات النفط. مقدما فرضية أولية يتم التماسها من العنوان عن هذا الترابط الوثيق بين عنف الأنظمة وعلاقة ذلك بالبترول. إن أهم ما في هذا الكتاب هو التركيز على خطورة تلك الاقتصادات القائمة بشكل رئيس على البترول، والركون إلى إيراداته، وبناء الخطط والاستراتيجيات الوطنية عليه. هذا في البعد العام، ولكن الكاتب من خلال تركيز بحثه على الدول الثلاث: العراق، وليبيا، والجزائر، قد حاول الوصول إلى أبعد من ذلك الخطر الاقتصادي، فهو يعتقد أن تلك الأنظمة قد حولت النفط من نعمة على شعوب تلك البلدان إلى نقمة على مستويات مختلفة، سياسيا واقتصاديا وإنسانيا. وأن النفط سبب رئيس في تغذية العنف، وإن كان الكاتب لم يركز على خطورة الأنظمة الاقتصادية الريعية بصورة شاملة، ولم يقدم طبيعة تلك الخطورة بعيدا عن النظرة السياسة المتحكمة في صياغة متن الكتاب، خاصة الدول الريعية التي لم تشهد عنفا على مستوى الأنظمة أو صراعا داخليا.
عنف الريع البترولي، لوي مارتينز، ملحق مراجعات، صحيفة الرؤية العمانية، 12/ 2015