يمثل كتاب اليقظة العربية الثانية والمعركة من أجل التعددية محاولة تحليلية وتنظيرية لتوجيه التحولات السياسية في الوطن العربي نحو أفق يصل بها إلى بر الأمان، والوصول إلى مجتمع يتعايش فيه الجميع بتعددهم واختلافهم، بتجاوز أي شكل معين للنظام السياسي، فالغاية التي يريد أن يؤكدها عبر أجزاء الكتاب هي الاعتراف بالاختلاف والتعددية، فهي العامل الأساسي لأي استقرار سياسي حتماً سيؤدي إلى استقرار اقتصادي واجتماعي ومن ثم فكري وعلمي، ومنافسة العالم الحديث. مؤلف الكتاب مروان المعشَّر الذي يشغل حالياً منصب نائب الرئيس للدراسات في مؤسسة كارنيغي الأمريكية، يقوم بالإشراف على الأبحاث في واشنطن وبيروت حول الشرق الأوسط، وهو قبل أن يكون باحثاً متخصصاً حول هذه المنطقة الملتهبة من العالم كان قد عمل سفيراً للأردن في الولايات المتحدة الأمريكية ووزيراً للخارجية ونائباً لرئيس الوزراء، يظهر في هذا الكتاب باحثاً يحاول التجرد من أية انتماءات سياسية، أو فكرية والوصول بالقارئ إلى قناعات تتجاوز الظرف الجغرافي والتاريخي الذي يبحث فيه. ومع كل هذه المحاولة للحيادية فإن لمسات مؤسسة كارنيغي بوصفها مؤسسة أمريكية قد أثرت كثيراً في سير طروحاته لا سيما حين يتعلق الأمر بالصراع العربي الإسرائيلي.
اليقظة العربية الثانية، مروان المعشر، ملحق مراجعات، صحيفة الرؤية العمانية، 11/ 2015