تسعى هذه المقاربة إلى تحليل لغة الخطاب النقدي العربي الذي تناول دراسة السرد، في الجانب التنظيري والتطبيقي، عبر اتخاذ آليات التداولية، بما تمتلكه من جهاز مفاهيمي، وأدوات فاعلة في الدراسات اللغوية. فهي إلى جانب قدرتها المنهجية على فحص الخطابات المختلفة، تعد المنطلق لكثير من مناهج النقد الأدبي الحديث؛ وهذا يزيد من إمكانية الاستعانة بها لهذه المهمة. وقد سارت القراءة عبر مسارين، الأول: الجانب التنظيري بمدخل موجز عن التداولية وأفكارها الرئيسة لا سيما الأفعال الكلامية، والآخر: فحص لغة الخطاب النقدي الأدبي، الذي اتخذ حقل اشتغاله متن ثلاثة نقاد عرب تناولوا السرد العربي تنظيرا وتطبيقا، وهذه المتون هي في: سيميولوجيا الشخصيات السردية، لسعيد بنكراد، وشفرات النص، لصلاح فضل، ومقدمة في السيميائية السردية لرشيد بن مالك. وقد حاولت القراءة أن تتلمس خصائص الخطاب النقدي، عبر فحص الأفعال الكلامية، داخل هذا الخطاب، ومن ثم تناول عناصر الربط، سواء أكان ذلك بين الفقرات، أم بين الجمل، بوصف تلك الروابط جزءا من تشكيل البنية الكلية للخطاب النقدي، وبقراءة لا تغرق في التحليل اللساني الخالص، ولا تحيده، بل تحاول الموازنة بينهما، كما تعلي من شأن السياقات، بوصفها جزءا من إنتاج الخطاب.
المحفلي، محمد. (2016). الخطاب النقدي في السرد العربي مقاربة تداولية. مجلة دراسات في الترجمة وتحليل الخطاب- جامعة خنشلة، الجزائر، 1، ص: 111- 127