تُركِّز هذه القراءة على تحديد ودراسة، أدوات التحليل اللغوي، التي تتضمنها المناهج النقدية الحديثة، والتي وظفها كمال أبو ديب في كتابه دفاعا عن القرآن، ليرد على دعوى توماس هولاند ومعلمته باتريسا كرونة المقدمة في برنامج تلفزيوني على القناة الرابعة في أنجلترا، حيث ادعيا أنَّ الرسول (ص) شخصية غير حقيقية وأنَّ القرآن مزورٌ، ابتدعهما الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان، ليشيد له وللعرب أمجادا ينافس بها الحضارة البيزنطية، معتمدين على أربع حجج، اثنتان من داخل القرآن واثنتان من خارجه، فناقشهما ورد عليهما مستخدما الكثير من الأدوات النقدية. بيد أنَّ الدِّراسة ركَّزت على أدوات التحليل اللغوي التي تعتمد عليها بشكل رئيس المناهج النصِّية، الشكلانية والبنيوية والأسلوبية والتفكيك، بما أنها جميعها تعتمد على أدوات التحليل اللغوي الذي بدأ مع ديسوسير. فقد حاولت القراءة رصد فعالية تلك الأدوات، وكيفية اشتغالها خدمة لأهداف الكتاب وتحقيق غرض تأليفه، حيث وظفها أبو ديب ليصل إلى دحض دعوى هولاند/كرونة، ومن ثمة إثبات أنَّ القرآن نصٌ متماسك موحَّد بمؤلف وحيد، وأنَّ شخصية الرسول (ص) حقيقية لها دورها وتأثيرها ليس في العرب والمسلمين فقط ولكن في التاريخ والعالم.
المحفلي، محمد. (2018). أدوات التحليل اللغوي في نقد الاستشراق الجديد.. كتاب دفاعا عن القرآن نموذجا. مجلة الذاكرة، جامعة ورقلة- الجزائر، 11، ص: 54- 69