إلى البحر منفى الغموض وغموض المنفى
للخوف تفتح كل رائحة نوافذ للصدى حتى يصافح في دمي الوجع القديم.
البحر يسرقني إليه خلسة عني ،يمرغ داخلي أمواجه الكسلى وأحزان الليالي تعجن الشوق المصفى بالرمال.
وأنا على صحو الغروب أوزع الأنفاس مني حرة حتى يواسي الخوفُ في أعماقي الآفاقَ حتى يستفيق الحبُّ من هدأة الليل الطويل.
للخوفِ يشرق كلُّ شيء في مساء البحر ،حين تداعب الصدفات أحزاناً مبعثرة على شطِّ الشفاة.
كنا كتياري حنينٍ حتى تسمر كل شيء إلا أنا والبحر والأحلام أعزفها بألحان الحنين.
الحزن يبسم داخلي أرقاً ويخبز من ضلوعي آهةً صغرى توزع في بكاء الريح.
مشروع حزن كان ينجز بابه الوردي في شفتي ويقفل عنه رائحة السنين الظامئة.
كنا كإعصاري غناء طافت لحونهما على جزر الخراب فأعشبت بالحب والأحزان والقلق الجميل.
للحزن تزرع في بلاد الشوق قهقهة ويبنى للهوى قصر الدموع.
للخوف والموتى وللحب الذي يصحو على وعد مع تمتمات البحر يخفق رمله المملوء أسئلة عن العمر الجديد.
للخوف يا أصحاب أغنية من الأوجاع مخضل الجوانح بالأسى والليل والأشعار.
عندما غنى المساء حنينه عزف الفراغ رتابة الذكرى ودوى في صحارى البحر صمتٌ من أنين.
كنا كعصفورين ضلا عن بلادٍ ، فاطمأنّا لارتعاش القلب والمنفى وللخوف اللذيذ.