تستحضر “الإبادة الجماعية” إلى الذهن محارق البشر، وجبال الجماجم، والمقابر الجماعية، وهو ما فعله النازيون بيهود أوربا، والخمير الحمر بمواطنيهم الكمبوديين، وما فعله متعصبو الهوتو بأقلية التوتسي في رواندا. ويبدو المصطلح شنيعا بوصفه ممارسة للموت والدمار الاجتماعي، كما أن الاتهام بالإبادة الجماعية بمثابة الإنذار فعندما تحدث هذه الجريمة أو أنها قد حدثت بالفعل فإنه ينبغي أن يترتب على ذلك الاتهام أثر على الجناة. مقاربتنا هذه تستند إلى تعَقُّب التاريخ السياسي لمصطلح الإبادة الجماعية في القانون والفقه القضائي، ومقارنة بعض السياقات التي يشير إليها المصطلح سواء تلك السياقات التي حدثت فيها ممارسة الإبادة الجماعية، أو تلك التي تمت فيها مساءلة مرتكبي الجرائم. مع الأخذ بعين الاعتبار أين ولماذا يوجد عدم وضوح في بعض استخداماته، كما نقدم بعض الأفكار حول التوظيف السياسي للمصطلح والضرر الذي يصاحب تهمة الإبادة الجماعية.
المحفلي، محمد. (2018). ترجمة مقال: إسرائيل وفلسطين وشعرية الإبادة الجماعية. مارك ليفاين، وإيريك شيفتس، مجلة المستقبل العربي. بيروت، 473، ص: 18- 39