اللوح المحفوف بالجنون

أمدُّ دبيبَ اشتياقي إليكْ

وأٌدركُ أنَّ الطريقَ ضريرٌ

وأنَّ عيون الزوايا

تخبئ في الغيم عصفي لكي يحتويكْ

وأعلم أني أغنِّي

وفي حلق شِعري

يخطُّ الجحيمُ خطاهُ

فينسحرُ اللَّحنُ في ناظريكْ

وتمطرُ كلُّ المسافات عطرا

توشَّحَ منكِ انثيال الندى

ثم صلى إليك

أعيشُ لذيذَ انبثاق المدى

فتأتي عيون العواصفِ منكِ

انتظارا

وليلا

ورائحةً تصطفيني لديكْ

أحاولُ منذُ انبثاق المصابيحِ

أشعلُ شهوةَ حلمي

فتشرقُ في ثورتي رغبةٌ تصطليكْ

أحبُّ

وأعلمُ علمَ الجنونِ

بأنِّي أصمِّمُ مداميك زنزانتي في يديكْ

وأعشقُ حتَّى يقاسمني الليلُ أحلامَه

فيشرقُ فيَّ الظلامُ

وتختال كلُّ النجومِ التي تشتهيكْ

وأرعشُ هذي الغيومَ

على سفحِ آهاتِنا

فتسقِطُني قطرةً قطرةً

فأخضرُّ منها

عروقا تناجي الشذا على شفتيكْ

 

*   *   *

 

أحبُّكِ

زرعاً يسقِّي خلاياك كلَّ مساءْ

وأمنعُ عني الشَّهيقَ

سوى زفرةٍ تمنحُ الوجدَ وجدا

لفيضِ اللقاء

وأرسمُني في  ثغورِ المسامات عطرا

وعمرا

وصبرا

وقيدا يكبِّلُني باحتراق الشتاءْ

أحبك حان الهوى

كي تكوني دَمِي

لم يعدْ في عروقِ انتظاري دماءْ

ها أنا كلُّ عشقٍ حلمتِ به

فاشرقي في عصوري

ومدِّي الزمانَ مكانا

يترجمُ في حكايات هذا الفضاءْ

أنا خيطُ شعرٍ

 غزلتيه في لحظةٍ ما

قبلَ عشرين عاما

ومازال يشعلُ كفيكِ بالحبِّ

نارا وماءْ

أنا من حلمتِ به

يغازلك في سريرِ الحكاياتِ عطرا

ويسرقُ من شفتيك الغناءْ

أنا ذلك الغصنُ

في شرفات الطفولةِ

مدَّتْ له كفُّكِ قطرةً

فاستفاق يشكِّل في كفِّه حبَّك كيف شاءْ

أنا طفلكِ

كهلكِ

أمُّكِ

جَدُّك

صوتك القرمزيّ

آسرُ الأغنياتِ على صفحات الرجاءْ

 

طريقُ النبيِّ

 إلى الموقنينِ بطعمِ الشكوكِ

وفي كفِّهم ينطفي الكبرياءْ

بكاءُ اليتامى

خريرُ الجداولِ في قمَّةٍ

خضَّبتْ روحها بالبكاءْ

أنا طائرٌ

كان فوقَ سماوات حلمكِ

يعاشرُك بالحكايات

عن وطنٍ سوف يأتي

وتأتي الصحاري وتأتي عيون السماءْ

ها أنا عدتُ عصفورتي

في عروقي المرايا

وعشُّ الطفولةِ

لوحُ الجنونِ

نوافذ في وطنٍ من رجاءْ!

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *