لا حَظَّ لليلِ
إلَّا أنْ يبدِّل كل سماواته باسمك
يومه بالتواريخ عند انتفاضات عينيك
يرتب لون مشاعله
باحتمال انتظارك
لا حظ لليل
وعين القناديل مملوأة برماد الغياب
وأنت بلاد من الريح لاتحضرين
كي تصبين فينا زيوت الأغاني
ليخضر بالليل
فجر
وعطر
وشوق
يغذي المسافات ملح المطر
تغنين لليل
أغنية من بلاد النشيج
فلا بد لليل أن ينكسر
ولا بد للقيد أن يستظل بأشجار منفى هوانا
ويسقط في حفرة في البعيد
لتسكر فيها عيون السفوح
وتبكي عليها شفاة القمم
مساء يزخرف من وحي عينيك
ألقابه
سيبدأ رحلته نحونا
يجدنا معا بانتظارك
على شاطئ لا سوانا
نقبل بالشعر رمل الوطن
لا حظ الليل
إن لم يطرز أعشاشه بالعصافير
وهي تغني انهمارات صوتك
وتبني المرايا
على سفح غربتنا
وحتى نرى في دمانا صباحاتنا
وندهشنا من جديد
متى يمنح الليل
وجه حضورك
تترجم هذي المسافات معنى السواد
كمعنى التفاصيل
في كحل عينيك
يعلمنا نشوة الأبجدية
ويمحو الثغور عن الشك
يغرق سحر الحكايات بالشعر
يمنحني صبوتي الكامنة
حضورك لليل
كمعنى اشتعلات أهدابك بالسواد
شعرك المتبختر فوق فيافي الظلال
والضوء يختم حفلته
في زواياك
ينشر أوراقه
يعلمنا ما نسينا بوجه انتظارالنهار
وإن لم تجيئي
يكون السواد
انتحار ظلام الخطيئة
في حفرة يستقيها العدم
ضلال الذين نسوا في دروب الظنون خيالاتهم
ومشوا لا هنا أو هناك
يسلي خرائطهم
ولا من مسافات فوق الخراب
انتهاء السكون
على نقطة في الفراغ
يجدد كل النهايات حتى يموت
سواد يحرِّق في جوفه
حشرجات الكهوف
ويسرق من مساماته لوحة الأكسجين
سواد الوعود التي
فارقت وعدها
وماتت على قارعات انتظار
مسافاته لا تجيء
تعالي إذا
ليبدأ ليلي برسم ابتساماته
وارتعاشات أنفاسه النائمة
تعالي
فمنك سيولد للقلب شجو
من فيض عينيك طفل
وتولد للعمر سكرته الحالمة
أضيئي الوجود
فماعاد لليل غير وجود يعيد ملامحه
من وجودك
ويفرش منك الموانئ كي يرسو الضوء
في ملامحنا الهائمة
ها أنا أمنح الليل فجرا
يغازل في مراياه صوتك
حتى تجيئين
تخيطين هذي المسافات
بيني وبين ظلوعي
وتمسين بينهما نائمة
عمَّان: 17/12/2016