أرسمكِ كوناً مسوراً بالأغنيات
فأجدُ نفسي في ورطةِ وجودية
فأستعذبُ الورطةَ
وأصيرُ جزءاً منها
حين أكتشفُ أنَّ العالمَ القديمَ
ينبحُ كلَّ ليلةٍ خارجَ تلك الأسوارِ العذبة
****
ولكي تكونَ خرائطُكِ على مقاساتِ الوجعِ الملائم
أحتاج لسفينتين:
سفينةَ نوح
لتغوصَ في ملحِ الهزيمة
وسفينةَ ماجلان
لأختبرَ بها مجاهيلَ وجعي العربي
ولأفهم قوانينك
أحتاج لتفاحتين
تفاحةَ آدم
لتمنحني الفيزا
وتفاحةَ نيوتن قبلَ أن تمتهنَ السقوط
الآن أصبحتْ كلُّ الخرفات على المحك
كان كل شيءٍ نظرياً حتى هذه اللحظة
الشجنُ، الغربةُ، الحربُ، الانتظارُ، القلقُ، وما بينهم
الآن فقط
ينبغي إعادة تقييمِ كلّ ما قرأناه في كتابِ الإملاء
والوطنيةِ
والتعبيرِ
والمطالعةِ….
وقصةِ خالدَ ابن الوليد
يبدو الكونُ من هذه الناحيةِ مائلاً باتجاهِ القلب
ولأنه بأبعادٍ متجددة
فأنا بحاجةٍ لحواسٍ إضافيةٍ قادرةٍ على إدراكه
أحاولُ أن أتمرنَ على مباغتتِهِ بزفرةٍ طائشة
فقررتُ فيه أن ألغيَ الوطن
لأنه يذكِّرُني بحدودي الضيقة
وأستبدلَه بكِ أنتِ
وطناً بدون اتجاهاتٍ ولا حدود
ولكني اكتشفت أني أحملُ فأساً
أتسلَّى بقضمِ التاريخِ والجغرافيا
فقررتُ أنَّ أمدَّ خطوطاً حمراء
فوجدتُ أنَّ شفتيكِ خطايَ الأحمران
وقررتُ أنْ أبدأ دورةَ حياتي
كما تشاء قصائدُ بابلو نيرودا ونزار قباني
لذلك
سأحاولُ أنْ أنقشَ على كهوفِ ما قبلَ تاريخِك
مقطوعةً لموتزارت
وقررتُ أنْ أمنحَ قلقي إجازةً طويلة
وأنْ أعفي اضطرابي من ممارسةِ مهامه
وهكذا فقط
يكونُ لي كاملُ الحرية
في إعلانِ ترشحي
للحبِّ في هذا العالمْ
القاهرة: 18-2-2014م